(الحفر / The Dig) هو فيلم درامي تاريخي، يحكي عن إكتشاف حفارة و فريقه سفينة خشبية من العصور المظلمة، أثناء حفرهم في أرض امرأة. الفيلم من توزيع شركة نتفليكس، و هو من إخراج (سايمون ستون / Simon Stone). و نجد في طاقم الممثلين لهذا الفيلم (ليلي جيمس / Lily James)، (كاري موليغان / Carey Mulligan) و الممثل المخضرم (رالف فاينز / Ralph Fiennes)، بالإضافة إلى ممثلين أخرين.
تبدأ أحداث الفيلم في أوروبا و بالضبط في بريطانيا، خلال وقت الحرب العالمية الثانية، يبدأ الحفار (باسل براون / Basil Brown) الذي يلعب دوره رالف فاينز، في الحفر في التلال الموجودة في سوفولك و المملوكة من طرف (إديث بريتي / Edith Pretty) التي تلعب دورها كاري موليغان، و بعد مدة من بداية الحفر يعثر على الذهب، لكنه لا يضاهي ما عثر عليه بعده، إنه هيكل عظمي لسفينة يبلغ ارتفاعها 88 قدما، و تعود إلى العصور المظلمة. إن هذا الإكتشاف يعتبر واحدا من أهم الاكتشافات الأثرية على مر العصور. و للعودة إلى وقت قبل هذا الإكتشاف، نجد أن باسل هو رجل متواضع قد ورث مهنة التنقيب عن المواقع الأثرية من جد إلى أب، و يمكننا القول أنها حرفة عائلته. و نجد إديث و هي أرملة تعيش في عقار ضخم مع ابنها الصغير (روبرت / Robert) الذي يلعب دوره أرشي بارنز، و التي تستأجر باسل للحفر في التلال الموجودة في ممتلكاتها.
عندما عرضت إديث على باسل هذا العمل، لم يتوقع إيجاد شيء و لذلك لم يرفع آماله، و خصوصا أنه يعلم أن هذه التلال تم التنقيب فيها من طرف عدة منقبين منذ عدة قرون. إن باسل يعمل لمتحف إيبسويتش، لكن عندما تعرض عليه إديث مبلغا أكثر مما يتقاضاه من المتحف، يقرر قبول العمل و يبدأ هو و فريقه المختص الصغير في الحفر. بعد بدأ الحفر يصبح إبن إديث الصغير روبرت متعلقا بباسل بما أنه يراه يوميا، و شيئا فشيئا أصبح يعتبره أبا له. و نعلم أيضا أن إديث كان لديها إهتمام بعلم الأثار في مرحلة شبابها، حتى أنها قامت بالإلتحاق بالجامعة لدراسته، لكن أوضاعها العائلية لم تسمح لها بالإستمرار و خصوصا والدها، الذي مرض و إضطرت للإعتناء به لوقت طويل حتى توفي، و بعدها تزوجت حتى توفي زوجها.
بعد مدة من إكتشاف السفينة الأثرية، تصبح مدينة سوفولك الصغيرة و الهادئة، و التي تتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة من حقول واسعة و سماء زرقاء أوسع، مكانا يعج بالناس الراغبين في الإستفادة من هذا الإكتشاف التاريخي. إن قصة فيلم (The Dig) هي قصة بسيطة تتصف بطابع الإثارة، و التي تروى أحداثها بطريقة متدرجة. فنلاحظ أنه في النصف الأول من الفيلم نجد في أغلب مشاهده باسل و إديث، الذان تتقاطع طرقهما في أغلب الأحيان، مما يدفعنا إلى التساؤل:"كيف يمكن لشخصين من طبقتين مختلفتين أن تنشأ بينهما مثل تلك الديناميكية"، و الجواب هو تشاركهم لشغف و حب المعرفة، بالإضافة إلى حب إكتشاف الروابط بين العصور و الشعوب القدامى. و نكتشف لاحقا أن سبب رغبة إديث في حفر تلالها، هو شعورها بنفس الشعور الذي أحست به عندما تم إكتشاف مقبرة توت عنخ آمون سنة 1922 من قبل العالم البريطاني هارولد كارتر، و لديها الأن نفس ذلك الشعور تجاه التلال الموجودة في فناء منزلها، كما لو أن هناك شيئا ما في أسفلها.
عندما يكتشف باسل السفينة، يعلن أنها (أنجلو سكسونية) من القرن السادس أو السابع، لكن خبراء الأثار يسخرون منه. و هنا يظهر عالم الآثار الشهير (تشارلز فيليبس / Charles Phillips) الذي يلعب دوره كين ستوت، مع فريقه المكون من (ستيوارت بيجوت / Stuart Piggot) الذي يلعب دوره بن تشابلن، (بيغي بريستون / Peggy Preston) التي تلعب دورها ليلي جيمس. فيليبس يخبر الجميع أن هذا الموقع مهم للغاية، بحيث لا يمكن أن يكون في أيدي باسل لأنه عالم أثار هاو و ليس لديه تعليم كافي، و لا إكتشافات سابقة. و نشاهد أيضا العلاقة المعقدة التي تنشأ بين بيغي و ابن عم إديث (روري لوماكس / Rory Lomax) الذي يلعب دوره جوني فلين، المصور الذي يلتقط صورا للحفر، و ذلك لعدم رضاء بيغي بزواجها. روري ودود و لطيف للغاية، و هذا ما جعل بيغي تشعر بأشياء لم تشعر بها أبدا في زواجها، مما جعلنا نشاهد هذه الأمور العاطفية المعقدة لوقت كبير من الفيلم.
إن (The Dig) ما يهم فيه حقا هو الحفر نفسه، بعيدا عن العلاقات المعقدة و غيرها من الأشياء، و هذا راجع إلى الإهتمام الكبير من المخرج ستون بتفاصيل الحفر، و كيفية توضيحه لأهمية إستمرار الحفر رغم علم الجميع أنه بمجرد إعلان الحرب سيتعين وقفه. كما يوضح لنا مخاطره و كيفية مرور عملية اكتشاف القطع الأثرية ثم إزالتها من الأوساخ، و كل هذا لمساعدة المشاهدين على فهم ما يجري.
في نهاية الفيلم نكتشف أن (الأنجلو ساكسون) مالكو السفينة، كانوا لصوصا متوحشين لكن القطع الأثرية الرائعة التي تم اكتشافها، أظهرت أن لديهم فنا و ثقافة خاصة بهم. و نكتشف أيضا أن باسل كان محقا منذ البداية، فيما قال.
الفيلم متوفر الأن للمشاهدة على Netflix
و كما العادة ندعكم تشاهدون تريلر الفيلم:
0 تعليقات